الوزير حماد: ترجمة فعلية للعلاقة المميزة بين الشعبين.
المفتي الرفاعي: أمانة لدينا وسنعمل على تطويرها وإنمائها.
رعى سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد راغب قباني ممثلاً بمفتي عكار الشيخ اسامة الرفاعي وبحضور نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون القانونية وزير العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت المستشار راشد عبد المحسن الحماد حفل إفتتاح «مزرعة الرياحين» الذي نظمه صندوق الزكاة في لبنان وبيت الزكاة الكويتي.
حضر الحفل أيضاً الدكتور عبد الاله ميقاتي ممثلاً الرئيس نجيب ميقاتي والنائبان: خالد الضاهر ونضال طعمة، مدير عام بيت الزكاة الكويتي عبد القادر العجيل، ورئيس مجلس أمناء صندوق الزكاة الحاج عدنان الدبس وعدد من أعضاء مجلس الأمناء والمدير العام الشيخ زهير كبي ومدير صندوق الزكاة في الاردن الدكتور علي القطارنه، ونائب أمين عام ديوان الزكاة في السودان محمد عبد الرزاق، والعميد خالد علم الدين ممثلاُ المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، والمدير العام السابق لوزارة الخارجية والمغتربين السفير هشام دمشقية، ورئيس صندوق زكاة عكار عضو المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى محمد خالد المراد، ومنسق عام تيار المستقبل في محافظة عكار المهندس حسين المصري، ووفود من السعودية ومصر واليمن وجيبوتي ورئيس دائرة اوقاف عكار الشيخ مالك جديدة، وعلماء وفعاليات عكارية وشمالية.
بعد آي من الذكر الحكيم القى الشيخ مالك جديدة كلمة تعريف وتقديم، ثم القى الحاج عدنان الدبس كلمة قال فيها:
في العام 1984م انطلق صندوق الزكاة في لبنان... وانطلقت معه التنمية بكافة صورها وأشكالها.. من تنمية للطاقات المعطلة إلى تنمية للأُسر والعائلات وصولاً إلى تنمية المناطق عبر رفدها بالعديد من المشاريع والبرامج والتقديمات..
ذلك ان هدف وغاية الصندوق انذاك وحتى يومنا هذا، العمل على تأمين السبل الآيلة إلى الارتقاء بالافراد والجماعات والمجتمعات نحو الأفضل والأكمل، والأخذ بيدهم نحو الأمان النفسي والأمن الاجتماعي والاستقرار المعنوي.
لأن ذلك هدف الزكاة التي تعتبر أول نظام عرفته البشرية لتحقيق الرعاية للمحتاجين والعدالة الاجتماعية بين افراد المجتمع، والتي تعتبر أيضاً من أهم اسباب تماسك المجتمع وتكافل افراده، والقضاء على الفقر وما يرتبط به من مشكلات اجتماعية واقتصادية واخلاقية.
ان صندوق الزكاة في لبنان يحرص على تحقيق الاستقرار الاقتصادي في المجتمع من خلال فريضة الزكاة باعتبارها اداة من ادوات السياسة المالية الاسلامية تساهم في إحداث التوازن بين الانتاج والاستهلاك، حيث ان توفير المال في يد الفقير وتمكينه من سد احتياجاته يعني تقوية جانب الطلب على الاستهلاك، ووجود الطلب لها يساعد المنتجين على القيام بانتاج السلع لتلبية الطلب المتزايد، وبالتالي تستمر الدورة الانتاجية، وهذا ما اردنا تحقيقه في انشاء مزرعة الرياحين بدعم كريم من بيت الخير والخيرات والمبرات والمكرمات، بيت الزكاة الكويتي الذي نجد في عطاءاته ومشاريعه المثال الاعلى للتكافل والتواصل والتنمية.
وأضاف: ان هذا البيت الكريم له ايادٍ بيضاء في مختلف الأراضي اللبنانية وله باع طويل في تقديم الخير للغير من خلال برامج انسانية انمائية تهدف إلى رفع كفاءة الفرد والمجتمع. فقد دعم بيت الزكاة وآزر العديد من البرامج التي نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: كفالة الأيتام ــ مشروع افطار صائم ــ مشروع لحوم أضاحي ــ مشروع البقرة الحلوب ــ ترميم وبناء المساجد ــ بناء المدارس والدور ــ ولعل افتتاحنا لهذا الصرح التنموي دليل حي على مكرمات بيت الزكاة.
إن مزرعة الرياحين التي جاءت نتيجة لسياسة بيت الزكاة في الوقوف إلى جانب اخوانه في لبنان عبر صندوق الزكاة، هي مزرعة مخصصة لتربية الأبقار الحلوب يعود ريعها إلى أيتام وارامل عكار حصراً، وسوف يعمل فيها فقط أهل وأبناء هذه المنطقة المحرومة.
وختم قائلاً:
كم هي سعادتنا كبيرة... وفرحتنا عظيمة لافتتاح هذا المشروع التنموي الهام.. وفرحتنا ستكون أعظم حين يحقق هذا المشروع النجاح والهدف المرجو منه..
بارك الله بالكويت وأميرها ومؤسساتها وشعبها الطيب.. وبارك الله لكم يا أهل عكار هذا المشروع الحيوي.. داعين الله عزّ وجل ان يوفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه انه سميع مجيب..
والقى الوزير حمّاد كلمة أكدَّ فيها بأن مشروع مزرعة الرياحين تم تمويله من مشروع كافل اليتيم في بيت الزكاة بدولة الكويت، والذي سيخصص ريعه لصالح أُسر الأيتام المشمولين برعاية صندوق الزكاة في لبنان.
وقال: إن افتتاح المشروع يترجم مدى العلاقة الوطيدة والمميزة التي تربط الشعبين الشقيقين على المستوى الرسمي والشعبي، وان مشاريع التنمية التي تقوم بها دولة الكويت للبنان هي عنوان لهذه العلاقة وانعكاس لمشاعر الاخوة وتعبير صادق لما يكنه الشعبان الشقيقان لبعضهما البعض.
ثم القى ممثل مفتي الجمهورية مفتي عكار الشيخ الدكتور اسامة الرفاعي كلمة شكر فيها من قدم المشروع في دولة الكويت وصندوق الزكاة، وقال لأهالي عكار: هذه أمانة في ايديكم، الناس شدهم الرحال اليكم يسوقهم الخير، ورضى الله، ولا يريدون أجراً ولا شكوراً منكم بل يريدون منكم ان تحافظوا على المشروع وعلى انمائه وعلى حسن التعاطي مع ادارته وعلى تطويره فهو لكم ولأبنائكم، وهو امانة الله في أعناقكم.
أضاف: في عكار نحن المحرومون وندفع الجزية ــ إن صح التعبير ــ فنحن الذين نقدم الضرائب للدولة على صعيد كل مرافقها ونحن الذين قدمنا من خلال ابنائنا الشهداء دفاعاً عن الجيش ووحدة لبنان وسلامته وحمايته وحريته واستقراره، فيجب على الدولة ان تلتفت إلى ابنائها وعلى المسؤول ان يتحمل مسؤولية أعماله ولا يجوز ان يتحول الشعب إلى أيتام على موائد الآخرين وان حصل التكافل والتعاضد والتكامل والتراحم، فإن أولى الناس بأبنائهم الآباء والأبناء.
ثم جال الحضور في ارجاء المزرعة مطلعين على التجهيزات والحظائر وخلافه.