
لا زالت مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية تترجم بأعمالها الخيرية والإنسانية كل معاني المحبة والخير بين اللبنانيين، وفي لبنان من أقصاه إلى أقصاه وبين طوائفه من طائفة إلى طائفة بين المسلمين والمسيحيين، فمن مدرسة إلى مركز صحي إلى منشأةٍ إلى مؤسسة للتنمية تبذل فيها مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية وعلى رأسها سمو الأمير الوليد بن طلال آل سعود حفظه الله ونائب الرئيس السيدة ليلى الصلح حفظها الله كل جهدها من أجل المجتمع اللبناني برمته. ونبتة الخير التي نسعد اليوم باجتماعنا ولقائنا فيها وافتتاحها وتدشينها مع السيدة ليلى الصلح حفظها الله خير شاهد ودليل.
لقد بدأت لجنة صندوق الزكاة في أيام الدكتور مروان قباني رحمه الله تعالى بدراسة ووضع حجر أساس هذا البناء الأنيق الذي يذكرني بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أحسنوا لباسكم وأصلحوا رحالكم حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس) والشامة هي موضع الحسن في جبين الإنسانية وهذا العمل الجليل الذي هو مبنى هذا الصندوق هو شامة في وجه المسلمين في هذا البلد الطيب من أجل فريضة شرعية وركن ثالث من أركان الإسلام الا وهي فريضة الزكاة، في البداية عملت لجنة صندوق الزكاة ولم يكن هناك مال إطلاقاً إلا في يد الله عز وجل وهو مالك المُلك وكانت النية أن تسعى مع المتبرعين من أجل أن يبني كل متبرع غرفة في هذا المبنى، ولكن مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية أبت إلا أن تبني مثل هذا الطابق كله وتجهزه على نفقتها، ثم كانت النية أن تسمي هذه القاعة «قاعة سمو الأمير الوليد بن طلال» ولكن كما علمت بأن معالي السيدة ليلى الصلح قالت: هذه القاعة هي باسم الدكتور مروان قباني رحمه الله تعالى الذي جهد من أجل تطبيق فريضة الزكاة في هذا البلد الآمن، وبناءً على ذلكَ أصبحت هذه القاعة «قاعة الدكتور مروان قباني» إيثاراً من المؤسسة على نفسها للراحل رحمه الله. هذا الرجل هذا العالم الكبير هذا الإنسان العظيم صاحب الشعور المرهف، لا أبالغ إذا قلنا بأنه مثال للمشاعر الرقيقة الطيبة الشفافة، الذي كان في الخير دائماً دامع العين، وكان يبذل جهده حتى لا يرد أحداً من طالبي المعونة. من أجل صندوق الزكاة أعطى رحمه الله حياته وعقله وقلبه وروحه ونفسه ونيته وعمله من أجل هذا الصندوق، من أجل إقامة هذا الركن الثالث من أركان الإسلام في هذا البلد الطيب لبنان ولذلك فإن مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية أحسنت كثيراً عندما خلدت إسمه بهذه القاعة التي إن دخلناها أو جلسنا فيها أو زرنا هذا المبنى نقول: «قاعة الدكتور مروان قباني» رحمه الله تعالى.
ولا ننسى مؤسس صندوق الزكاة في لبنان سماحة مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد رحمه الله تعالى، فقد كان صندوق الزكاة بداية التأسيس عبارة عن طاولة وحولها عشرة كراسي في بهو دار الفتوى، كان يجلسُ معنا وبيننا سماحة الشيخ حسن خالد رحمه الله تعالى ويفكر معنا كيف نبني هذا الصندوق، أيضاً بعد سماحة مفتي الجمهورية كان الدكتور مراون قباني على رأس هذه اللجنة المباركة. نسأل الله سبحانه وتعالى الثواب الجزيل والعظيم وتيسير كل أمر صعب والتوفيق إلى كل أمر يرضي الله سبحانه وتعالى لسمو الأمير الوليد بن طلال آل سعود حفظه الله ولمعالي نائب الرئيس السيدة ليلى الصلح حفظها الله تعالى أيضاً.
وأورد هذه الآية الكريمة التي تشهد لنبتة الخير هذه ولنبتات الخير أمثالها التي تزرعها مؤسسة الوليد بن طلال كل يوم في لبنان.
قال الله تعالى في القرآن الكريم: {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم}.