برعاية مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، دشنت معالي السيدة ليلى الصلح قاعة الدكتور مروان قباني المستحدثة في الطابق الأول في المقر الجديد لصندوق الزكاة والتي تم بناؤها وتجهيزها على نفقة مؤسسة الوليد ابن طلال الإنسانية بتوجيه كريم من رئيسها سمو الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز حفظه الله. بحضور كل من رئيس مجلس أمناء صندوق الزكاة الحاج عدنان الدبس والمدير العام للصندوق الشيخ زهير كبي ورئيس المحكمة الشرعية السنية العليا الشيخ عبد اللطيف دريان وأمين الفتوى الشيخ أمين الكردي وأعضاء المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى ورئيسة اللجنة النسائية السيدة نجوى رمضان وعقيلة سماحة المفتي السيدة منى قباني وعائلة المرحوم الشيخ مروان قباني ومدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا ورئيس جمعية المقاصد الأستاذ أمين الداعوق وشخصيات.
وألقى الحاج الدبس كلمة قال فيها:
أيتها السيدة الجليلة،
منذ حوالي سنتين، كان لنا أعضاء مجلس الامناء ورئيسة وعضوات الدائرة النسانية في صندوق الزكاة شرف لقائك في الطابق الأرضي من هذا المبنى، وورشة البناء كانت ما تزال قائمة حين وقعنا عقد اتفاق الهبة القيّمة التي قررتها مؤسسة الوليد بن طلال الانسانية بتعهد القاعة المتواجدين فيها الآن.
وفي سياق كلمتك عن المؤسسة بالمناسبة، كانت المبادرة الفذة والمفاجأة السارة باطلاقك اسم العلامة، والباحث، والمحاضر، والمفكر، والرئيس الورع، والرجل في الملمات، والصابر على المرض والشدائد، كبرياؤه بدون كبر، وقناعته بدون رياء، والأب الحنون والصديق البار الشيخ الدكتور مروان عبد الرؤوف قباني على هذه القاعة الذي كان رئيس لجنة صندوق الزكاة حتى وفاته، وكان انشاء هذا المبنى من أعز أمنياته.
وكما عهدناك فقد احسنت التوقيت وأحسنت الاختيار، التوقيت بإطلاق اسمه رحمه الله على هذه القاعة بالذات إذ كفكفت من دموع عائلته المفجوعة بفقده وهو في أوج عطائه، وبلسمت حزن اصدقائه ومريديه وطلابه وعارفيه، أما الاختيار فلأن القاعة التي تدشينينها تقع في هذا الصرح الشامخ الذي يؤمه أولئك الذين هم للزكاة فاعلون، والذي شيد بمال هبات وصدقات كريمة مشروطة لأنشائه ولتجهيزه من واهبين اجلاء، دون أن تمس أموال الزكاة لا في العقار ولا في الانشاءات ولا في التجهيزات.
اننا ومعظم اللبنانيين نتابع باهتمام واعجاب وتقدير واكبار نشاط المؤسسة الانسانية والخيرية التي تتحملين اعباء ادارتها على مستوى الوطن من أقصاه الى أقصاه، وكلها أعمال مبرورة حيثما وُجِدَت وأينما توجهت، فالمحصلة في عمل الخير تصب في مصلحة الوطن الواحد وأبنائه.
أما الآن فقد تبوأت مرتبة لعلها الأسمى في مسيرتك المباركة، وذلك باحتوائك قاعة نشاطات صندووق الزكاة في لبنان المتعددة الاهداف، من دينية واجتماعية وانسانية وثقافية، والصالحة لشتى الاستعمالات مثل الاجتماعات والمحاضرات والندوات والاحتفالات والمجهزة بأحدث الوسائل السمعية والصوتية والمرئية، والتي أردناها أن تلبي الأهداف التي ذكرت وتليق بالاسم الذي تحمله وبمؤسستك الراعية، وبالنتيجة لاحياء فريضة الزكاة بشقيها الروحي والمادي، وهي الفريضة التي اقترن وجوب ايتائها مع اقامة الصلاة في حوالي ثمانية وعشرون مرة في القرآن الكريم، فصار لهذه القاعة خصوصيتها وأكاد أقول قدسيتها في خدمة هذه الفريضة، فهنيئاً لك هذه المرتبة ومباركة لك كل أعمالك الخيّرة، والله نسأل أن يجعل هذه الصدقة الجارية في ميزان حسنات الأمير الوليد بن طلال وميزان حسناتك، وألف شكر لكِ وللمؤسسة التي تترأسين.
وقالت السيدة الصلح: «لا يسعنا سوى أن نستذكر الشيخ مروان قباني رحمه الله، هو الذي سطرت عطاءاته أهم المحطات في سجل العمل الاسلامي الخيري وكان موضع ثقة ومحبة كل من عرفه من قريب أو بعيد نقول له: لقد تحقق ما سعيت إليه والباب الذي طرقته استجاب وفتح ان شاء الله، ولن يفوز بالخير الا عامله اذ {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا}. الاسلام أوصى، ولكن ليس كل من صلى زكى وليس كل من آمن أعطى. فالأمة محتاجة والأغنياء كثر، ولو أن كل مسلم أدى فريضته لأصبحت أمتنا ميسورة، تعز وتكبر باسترداد كل شعوبها وكل طوائفها وكل مذاهبها لتسير نحو التقدم والسؤدد لتصبح كما وصفها ربها: {كنتم خير أمة أخرجت للناس}. لأن الاسلام اعتراف وتوحيد وليس إدانة وانفصال، واذا سنّة الرسول صلى الله عليه وسلم صوم وصلاة وزكاة فسيرة محمد حق وإقدام وفتح وجهاد. فاعطوا توازنوا».
ثم كانت كلمة لسماحة المفتي قباني.
وكلمة الختام كانت للسيد أحمد نجل الدكتور الشيخ مروان قباني شكر فيها مؤسسة الوليد لاطلاق اسم والده على القاعة المستحدثة، مستذكرًا أهم المحطات في حياة الراحل الكبير.