عندما تأسس صندوق الزكاة في لبنان قطع عهداً على ذاته أنه سيلتزم إلتزاماً كلياً بخدمة المجتمع وخدمة أبنائه من خلال فريضة ربانية تحمل في طياتها أسمى المعاني الإنسانية التي ترسّخ التكافل الاجتماعي والتراحم الإنساني وتحقق العدالة الاجتماعية وترسي قواعد الألفة والمحبة بين أبناء المجتمع، لذا فقد أطلق العديد من البرامج والمشاريع والخدمات التي تعزز الاستقرار الاجتماعي والمعيشي والنفسي للشرائح المحتاجة ـ العديدة والمتنوعة ـ.
فمن مساعدات مرضية واجتماعية وطارئة وكفالة الأيتام والأسر والمسنين وتوزيع المواد الغذائية والطبية والكسوة الصيفية والشتوية والعيد ولحوم الأضاحي وخلافه فقد اعتمد الصندوق منهجاً متميزاً في مجال الخدمة العامة والمتمثل «بالمنح الإنتاجية» التي تحوّل الطاقات المعطلة إلى طاقات منتجة وتحوّل المحتاج من موقع السؤال إلى موقع الكفاية الاجتماعية والعيش برغد واستقرار واطمئنان.
وهو ما حققه مؤخراً في بلدة فنيدق في عكار إذ استطاع أن «يمنح» الاستقرار لأرملة حيث قدّم لها منحة إنتاجية وكانت عبارة عن تمويل محل لبيع السمانة والمواد الغذائية والسكاكر. يمكنّها من تأمين دخل شهري تستطيع من خلاله تربية أيتامها الصغار ورعايتهم مادياً واجتماعياً.
كما قدّم الصندوق لأحد مستفيديه في بيروت منحة إنتاجية وكانت عبارة عن شراء سيارة لنقل البضائع والمواد الغذائية وخلافه.
وبذلك يكون صندوق الزكاة في لبنان قد ساهم في نقل عائلتين متعففتين من بحر الحاجة إلى شاطئ الأمن والأمان وأنقذهما من براثن البطالة والعوز والفاقة.