الخير بأبهى صوره

جمعية دبي الخيرية التي تنشط في مجال العمل الخيري الإغاثي، وبناء المدارس والمساجد وطباعة المصحف وحفر الآبار.. إلى ما هنالك من مشاريع خيرية تكشف النقاب عن التحرك الحضاري المميز لهذه الجمعية التي يهمها الإنسان.. أولاً وأخيرا..

أهداف وغايات
ظهرت فكرة إنشاء الجمعية عام 1980 عندما اجتمع عدد من أهل دبي الخيّرين وعلى رأسهم المرحوم عيد بن مدية حيث بذلوا جهوداً طيبة لنقل الفكرة إلى الواقع وأشهرت آنذاك باسم «جمعية العروة الوثقى» وانحصرت أهدافها في رعاية الأيتام ومارست نشاطها حقبة من الزمن، لكن هموم المسلمين على صعيد العالم كله تزداد يوماً بعد يوم الأمر الذي أصبح معه من الضروري توسيع نطاق نشاط الجمعية بما يتماشى مع الحاجات الملحة لواقع المسلمين فتم إعادة إشهار الجمعية بالقرار الوزاري رقم 85 لسنة 1994 تحت مسمى جديد هو «جمعية دبي الخيرية» بأهداف أكثر شمولاً واتساعاً وأصبحت من الجمعيات ذات النفع العام التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية بالدولة.. وتعمل على تقديم المساعدات المادية والعينية للفقراء والمحتاجين والأسر المتعففة مع كفالة الأيتام داخل الدولة وخارجها وكذلك حفر الآبار وبناء المساجد والمدارس والمستوصفات فضلاً عن طباعة الكتب الإسلامية والمصحف الشريف بلغات متعددة بالإضافة إلى إقامة مشاريع الوقف الخيري والعمل على تنمية الشعور بالمسؤولية الاجتماعية وإيواء أطفال المسلمين ومجهولي الوالدين والعجزة والمعوزين من الجنسين وتقديم جميع أنواع الرعاية لهم بالمجان وطباعة كتب عن الإسلام باللغة العربية والإنكليزية ولغات أوروبية وآسيوية أخرى مع مساعدة اللاجئين ومنكوبي الحروب والمشردين من الكوارث الطبيعية وتقديم المساعدات المالية للمستحقين عن طريق لجنة الزكاة.

الموارد والوسائل
تعتمد الجمعية على مصادر حددها القانون الخاص بجمعيات النفع العام وتبدأ هذه الموارد باشتراكات الأعضاء والهبات والتبرعات وإيرادات الحملات وتعتمد في الأساس على الصدقات والزكاة. أما بالنسبة للوسائل التي تعتمدها في تحصيل التبرعات لتنمية مواردها فهي كثيرة من خلال المراسلات والمقابلات المباشرة مع رجال الأعمال والقيام بحملات إعلامية.

الدعوة إلى الله
تهتم الجمعية بنشر الدعوة الإسلامية وتولي بناء المساجد في البلدان غير الإسلامية أو الفقيرة اهتماماً بالغاً.. وقد رصدت أهم المناطق المحتاجة لبناء المساجد مثل أندونيسيا وأفريقيا وكذلك البلدان التي كانت تحت الحكم الشيوعي المحرومة من العبادات وبناء المساجد فترة طويلة مثل الجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطى وأوروبا الشرقية بالإضافة إلى البلدان التي تحتاج إلى نشر الدعوة الإسلامية ويوجد بها أقليات مسلمة مثل أوروبا الغربية والأميركية وبعض الدول الآسيوية مثل الفيليبين وسيريلانكا، ويتكون بناء المسجد من صحن وأماكن للوضوء وحمامات وسكن الإمام مع مكتبة للإطلاع وكذلك بئر وأحياناً يضاف مركز تحفيظ.

منارات العلم
فطنت الجمعية أن التعليم يمثل إشكالية يعاني منها المسلمون في دول كثيرة وعلى وجه الخصوص منطقة الجنوب الأفريقي حيث وجدتهم لا يتمكنون من إنشاء المدارس الأولية والابتدائية فسارعت إلى سد هذه الثغرة على قدر استطاعتها فأنشأت مدارس في الفيليبين وبنجلاديش.

حفر الآبار
عملت جمعية دبي على توفير الماء للفقراء في قراهم النائية لشربهم وزراعتهم وحيواناتهم فكان لها جملة من الآبار في بلاد مختلفة منها الفيليبين التي حفرت فيها ثلاثة آبار، بوركينا فاسو، بنجلاديش وأندونيسيا، إلا أن المشرو ع الذي أقامته الجمعية في كردستان العراق كان أكثر تطوراً من خلال مشروع ماء صالح للشرب يجر المياه للمناطق المحتاجة بواسطة الأنابيب ويختلف عن ذلك آبار الدلو في جنوب أفريقيا.

الرعاية الخاصة
المعاقون هم إحدى الشرائح والفئات التي تنال اهتمام ورعاية جمعية دبي الخيري ة وذلك من خلال مساعدة الأسرة أو الأفراد المعاقين وليس المؤسسات أو الجهات بمعنى أنها تعمل على دعم المعاق حيث تعطيه ما يستحقه مباشرة. وتقوم الجمعية بكفالة أكثر من 1730 يتيماً منهم مئتا يتيم داخل الدولة والباقي خارج الدولة بواقع 150 درهماً لليتيم وتبلغ ضعف هذه القيمة لأيتام الداخل حيث تقوم الجمعية بمتابعة اليتيم تربوياً وتعليمياً وصحياً. وقد بلغت قيمة متوسط المساعدة الشهرية للأيتام العام الماضي 289 ألف درهم لتصل القيمة السنوية في ذلك المشروع إلى 470,000 درهم.

كسوة العيد
وتنفذ الجمعية هذا المشروع من خلال المتابعة الميدانية للأحوال المعيشية لبعض الطلبة بالتعاون مع الاختصاصيين الاجتماعيين في المدارس، الذي أخذ بالتطور عاماً بعد عام حتى وصل عدد المستفيدين إلى 150000 طالب وطالبة في كل عيد. أما بالنسبة لمشروع الحقيبة المدرسية فهو لا يقل تميزاً عن سابقه فهو يساهم في رفع المعاناة عن بعض الأسر من ذوي الدخل المحدود حيث تشمل الحقيبة الواحدة على كافة المستلزمات الضرورية للطالب حسب مرحلته الدراسية وتقوم الجمعية بإيصال الكمية والأعداد المطلوبة إلى جميع مدارس دبي والإمارات الشمالية في أول يوم دراسي.

جمعية دبي الخيرية، منارة من منارات العمل الخيري الإنساني في عالمنا العربي، تشع بالخير والنور والعطاء على الكثير من شرائح المجتمعات الفقيرة وتغطي أعمالها وتقديماتها 22 دولة إسلامية وعربية... بارك الله جهودها وجهود القيمين عليها ونخص بالذكر رئيس مجلس إدارة الجمعية الأستاذ أحمد محمد مسمار حفظه الله.